إنتحار ..

علي حافة الهوة السحيقة ..

النجوم تتلألأ في السماء

و كل الفراشات ذهبية ..

لا خوف .. لا حزن .. لا ندم

الهواء الثقيل بنكهته التخديرية ..

يبلد أحاسيسك تماما

يطرد كل أحلامك الوردية ..

لا زال بإمكانك ان تلعنها

ولكن لعناتك لن تجدي نفعا

لازال للأمام يمكنك أن تدفعها

ولكنها للخلف سوف تدفعك دفعا

هكذا هي الحياة البرية ..

الأسماك الكبيرة تأكل الأصغر حجما

البراغيث الدقيقة تمتص من الأفيال دما

و من ثم تبدأ المسرحية ..

الجميع يتقاتلون علي الدور الأكبر

الجميع يتقاتلون ولا يفوز الأمهر

فكل الأدوار ضحية ..

اليوم سأمشي علي سطح البحر المائي

أجر ايام العمر خلفي كشريط سينيمائي

و أعبر نحو الأبدية ..

أرجوك ان تخرجني من هنا

أعدك أن أصبح مثاليا

يا حارس البوابة العاجية ..

سوف انساب بين يديك كالحرير

سوف اتشبث بذيلك كالطفل الصغير

ولا أريدها نهاية استثنائية ..

قم بعملك فقط ولا تكن وضيعا

إسلبني بريق عينيَّ سريعا

إمنحني حق الاولوية ..

إن المخيف الا تجد ما يخيفك

إن المخيف الا تجد ما تخاف عليه

فالخوف لو تدري عادة صحية ..

و بعد ان هجر الحبيب أحضاننا

و بعد ان هرب الوطن من تحت أقدامنا

لن تكن النهاية أكثر مأساوية ..

تلك كانت طريقتي لأقول وداعا

لا أستطيع قولها وجها لوجه

فهكذا يصبح الموت أكثر شاعرية ..

القرد الملك ..

انه يتدلي من أعلي شجرة في الغابة

الشجرة ذات الفرع الوحيد ..

كيف وصل بعيدا هكذا ؟؟

طموح القرد قد يقتله !!

قد كان دوما قردا عنيد ..

اليوم وصل الي نهايته

الشجرة عالية حقا

لا أظنه الان سعيد ..

انه حقا مجنون

الفرع كحُلمه واهي

و لن يُكتب له عمرا جديد ..

********

لعلكم لا تعرفونه

و لكني أعرفه منذ الصبا

منذ ايام الطفولة ..

كان يحلم ان يصير أسدا

أسد ذو أجنحه

و رغم أحلامه المأمولة ..

فشل ان يكون قردا

و فشل ان يكون اسدا

و الهوية صارت مجهولة ..

اليوم قردنا سيسقط

لا يملك حظوظا وفيرة

لا حيلة ولا حيلولة ..

انها مشيئة الله

و مشيئة الله

هي وحدها المفعولة ..

***********

يا الهي !! انظروا اليه

انه يبتسم

يضحك

يصرخ : فعلتها

سعادة يراها الكفيف ..

يتشبث بالغصن بشدة

يفسخه عن أصل الشجرة

هيستريا مشهد عنيف ..

انه يسقط حقا

يركل الهواء بقدميه

يزأر بصوت مخيف ..

يرفرف فعليا في الهواء

يحرك أجنحة وهمية

لا ترفع جسده النحيف ..

انه يموت من أجل الحلم

من أجل ان يثبت شيئا

من أجل نضاله الشريف ..

انه يموت اسدا

اسد ذو أجنحة

و ليس قردا ضعيف ..

الأحمق خسر حياته

من أجل ثوان معدودة

من أجل حفنة تخاريف ..

و كأنه لا يعرف غابتنا

لا يعرف ديدان تربتنا

و قانون الغابة السخيف ..

لقد عاش يحلم بطفرة

بتغيير في أصل اللعبة

بإختلاف و لو طفيف ..

فسقط اليوم من جعبتنا

و تخلت عنه شجرتنا

كأوراقها في الخريف ..

سقط بين الأيادي الكسيحة

و الألسنة الخرساء

و الضمير الكفيف ..

و سيدفن في ملف مغلق

سري الي أعلي درجة

في تيهات الأرشيف ..

و علي الأدلة أن تُحرق

و علي الأفواه أن تصمت

و علي التاريخ التحريف ..

انتقام ..

شكرا لكم .. شكرا لكم

شكرا لجموح غبائكم ..

لقد إخترتم الجواد الخاسر

و جوادي كان أمامكم ..

شكرا لهزيل خيلكم ..

الأسمر كالبرق يشق وسط الهواء

يضرب حافره في الأرض تهتز معه السماء ..

يسيل الزبد من شدقيه

يطير الشرر من عينيه ..

اليوم سيحلو الغناء

فوق كل قبوركم

أو تطول أعماركم

لحين اكون انا الملك !!

حينها ..

في أسمك عرض للحائط

سأضرب رؤوس أفكاركم ..

في مدفأتي الفاخرة

سيُحرق ضعيف أرائكم ..

و لو ظن أكثركم رجولة

أن منها شيئا يمتلك

فقد خاب فيه رجائكم ..

الأسمر رغم كل أنف

إختار يذل أنفكم ..

إختار يقلص طموحكم ..

شكرا لكم .. شكرا لكم

***************

و انتِ أيضا ..

تعودتِ أن تستغليني ..

و بشدة أن تضميني

و رأسك تملأها المطامع ..

تدفنين رأسي في صدرك

و البسمة الخبيثة علي وجهك

تقطرين الشهد في المسامع ..

تقتليني و تدعين البراءة من فعلتك

تلقين علي الأقدار ببشاعة جريمتك

ثم تشاطريني المضاجع ..

تثقين تمام الثقة في جهلي

و كيف لا أعرف و علي وجهي

من دم بصماتك أصابع ..

تخدعيني و الأصل في الفعل الخداع

و دوامه ليس مستطاع

فقد حان دوري ان أخادع ..

اليوم انا الملك علي عرشك

كم كان يستهويني قتلك

و اليوم فقط لن أمانع ..

قد أكون متفائلا ..

أقسم أني رأيته ,
الضوء كان من هناك ..
لا لم يكن حلما ,
قد كان يمضي في السماء ..
كالنصل اللامع يمزق أحشاء الليل ,
ينزع عنه ثيابه السوداء ..
يضرب الأرض في باطنها ,
يفجر ينابيع الفرح !!
يعطي للسماء الوانا ,
الافٌ من أقواس القزح ..
و العاب نارية تتطاير في كل مكان ..
الموسيقى تأتيك أينما كنت ,
من خلف كل الجدران ..
فتخرج من كهفك في دهشة ,
تفتح عينك علي وسعها ,
تستشعر الشعاع الدافيء ,
يخترق ضلوعك كلها ..
يؤنس قلبك في وحدته ,
يرقص فرحا في حبها
أقسم اني رأيته ,
الضوء كان من عندها ..
يخرج فقط من شرفتها ,
كأنه حكرٌ لها ..
شىء يثير غرائزك ,
يجعلك أسيرا لها ..
فتجلس تحت شرفتها ,
تنتظر كثيرا لعلها ,
تخرج تعطيك شمسا ,
او تلقي اليك بقمرها ..
أو تحلم تأتيك الفرصة ,
لتكون اليوم حبيبها ...


إهداء الي فرشاة الوان الطيف

الكافيين ..

إنه الكافيين ..
يسري في العروق في بطء شديد ..
ينهمر علينا من سقف المكان ,
رائحة البن المحببة و ظلال الفنجان ..
إنها هي ,
ملهمة كل العصور ,
شيطانة جانبي المظلم ,
و عروس بحر الحنان ..
عادت لتشرب القهوة معي ,
لتصبها في جمجمتي ,
و ينتهي الزمان ..
و بعد ألف عام من الصبر ,
نطرد الاحزان ..
نلقي بالحجارة علي الوحدة ,
و نوسع الفراق ضربا ,
اليوم ان الأوان ,
لنضحك ملء أفواهنا ..
و أطفال صغيرة , أطفال كثيرة ..
يأكلون الحلوى مبتسمين ..
إنه انا ,
ذلك الفتي الأسمر يأكل معهم في نهم ,
يسبح في بحور الألوان ,
انه الدفء ,
بعد سنون الجليد الشائك ,
ووخذات البرد القارسة ,
اليوم نسكن الفنجان ..
نغلي سويا داخله ,
نعيش ثورة الفوران ..
إنه الحب ,
يلمع في عينيها ,
ينساب من اصابعها ,
يعطيني جناحين ,
يلهبني لدرجة الطيران ..
إنها هي ,
مركز كرتي الأرضية ,
و حولها يحلو الدوران ..
عادت لتعطيني جرعتي ,
و تطفيء نار الادمان ..
إنه الكافيين ,
كلنا نحتاج الكافيين ,
انا و انت و هم و انتم ,
كلنا نحتاج الكافيين ,
كلنا نحتاج الكافيين ..

سيمفونية البقاء ..

إنها تتغذي عليك ..
تأكل قلبك في الإفطار ,
تأكل كبدك في العشاء ,
تغرس مخالبها فوق رأسك ,
تنزع عن مخك الغطاء ,
تكشف لوحة مفاتيحك ,
تعطيك أوامر بالشقاء ..
لا تقاومها .. فلن تقوى
علي العيش يوما و البقاء ..
فلتستسلم للطبيعة

في توازنها البيئي ,
فالبقاء للأقوياء ..

***********

و الضعفاء ..
الضعفاء كانوا هناك ..
يختبئون تحت الشمس !!
يداعبون الفراشات ,
يقطفون ورودا حمراء ,
قربان اله السموات ,
كيوبيد .. وعدهم بالجنة ,
كيوبيد اليوم قد مات ..
و الدنيا صارت فِراشا ,
تتضاجع فوقه الشهوات ..
لتلد عصرا جديدا ,
في السيناريو الجنوني ,
يموت كل الابطال ,
يموت الحب الافلاطوني ..
و نتبادل كلنا القبلات ,
عبر البريد الإلكتروني ..

كلنا نغني نرقص نعبث نلهو ,
في الهوَّس الهرموني ..

كلنا نغني نرقص نعبث نلهو ,
في الهوَّس الهرموني ..

في الذكرى الأولي لرحيلك عن عالمي ..

في الذكرى الاولي لرحيلك عن عالمي ..
اكتب اليكِ خطابا لن أرسله كالعادة ..
قد مضي علينا عام لم نتبادل فيه الكلمات ..
لم نتبادل الرسائل .. لم نتبادل القبلات ..
عام من الوفاء بعهد الفراق ..
و كأن كل العهود تُنسي إلا عهد الفراق ..
لازلت احفظ عنوانك عن ظهر قلب ,
يا من تسكنين القلب ..
ترقدين في قاع الاحساس , و قبة النشوة ..
مضي ألف عام منذ كنت تحت ذراعي ,
نحتسي سويا القهوة ..
كان ذلك منذ عصور ,
حين كان الكون يدور ..
قبل ان تُزل اقدامنا ,
كان ذلك قبل أن نهوى ..

**************
حبيبتي ..
كيف حال النجوم في عينيكِ ؟؟
كيف حال بريقها ؟؟
منذ عام و الاقدام تلعن كل يوم طريقها ..
كيف حال الليل في شعرك ؟؟
يا قِِبلة الفراشات و أوطانها ..
منذ عام و الورود تفقد كل يوم ألوانها ..
تذبل , تذوي , تصرخ
تلتوي أغصانها ..
منذ عام و الطيور تشدو أحزانها ..
حبيبتي ..
مضي الف عام لم تراكِ عيناي ,
أشكو اليكِ حرماني ..
أشكو اليكِ حرمانها ..

************

حبيبتي ..
في الذكرى الاولي لرحيلك عن عالمي ,
أستجدي الرحمة من موصود ابوابها ..
أعرف ان الكبوة زائلة ,
حين تزول أسبابها ..
إن كانت حياتنا شقاؤنا ,
و كتبت علينا الارض عذابها ..
ففي السماء لنا لقاء ,
حياة لا يشوبها ,
اي حزن أو بكاء ..
و الروح تلقي أحبابها ..
و يعود للعين النور ,
و للأيام صوابها ..